«مفوضية الأمم المتحدة» تدعم العودة الطوعية لـ 12 ألف لاجىء من إفريقيا الوسطى
«مفوضية الأمم المتحدة» تدعم العودة الطوعية لـ 12 ألف لاجىء من إفريقيا الوسطى
تحسنت الأوضاع الأمنية في بعض مناطق جمهورية إفريقيا الوسطى، ما دفع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى مساعدة أكثر من 12 ألف لاجئ على العودة إلى وطنهم من الدول المجاورة هذا العام.
الاستعداد للعودة إلى الوطن
ووفقا لبيان نشره موقع "ريليف ويب" التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" الثلاثاء، عمّ الحماس مخيم تيمانغولو للاجئين شرق الكاميرون بينما استعد اللاجئون من جمهورية إفريقيا الوسطى لرحلة العودة إلى وطنهم بعد أكثر من عشر سنوات من اللجوء.
وهبت حليمة، البالغة من العمر 40 عامًا، بتحضير أولادها وأمتعتها انتظارا للرحيل، مؤكدة أنها متحمسة للانضمام إلى زوجها الذي عاد قبل عامين للاستعداد لاستقبال الأسرة.
كانت حليمة واحدة من أكثر من 300 لاجئ يستعدون للعودة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى،
الذكريات الصعبة
انطلقت قافلة مكونة من خمس شاحنات نحو الوطن، بينما ودعت حليمة أصدقاءها وجيرانها الذين جاؤوا لتوديعها، وعلى الرغم من السعادة التي تغمر قلبها، فإن الرحلة تثير فيها ذكريات عن الصعوبات التي هربت منها.
تروي قائلة: "لقد قتلوا الناس أو طاردوهم"، وتذكر كيف تم استقبالها في الكاميرون بعد فرارها، حيث قُدم لهم الطعام والمأوى، وتم تسجيل أطفالها في المدارس.
التقدم في عملية السلام
تحقق تقدم في إفريقيا الوسطى بعد تنفيذ اتفاقية السلام والمصالحة، واستعادت بعض المناطق الأمن، ما سمح بعودة اللاجئين، لكن لا تزال جمهورية إفريقيا الوسطى تضم أكثر من 507 آلاف شخص نازح داخليًا.
وتستمر التحديات التي تواجه العائدين بسبب تفشي الأمراض بسبب الفيضانات مثل مرض "مبوك" وحمى الضنك، التي تزيد من معاناة السكان الضعفاء في مناطق النزوح.
دعم العودة الطوعية للاجئين
ووفرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتعاون مع حكومات جمهورية إفريقيا الوسطى والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية، الدعم لعودة اللاجئين طواعية إلى مناطق آمنة.
ومنذ عام 2017، ساعدت المفوضية أكثر من 49 ألف لاجئ على العودة إلى وطنهم، منهم 12 ألفاً هذا العام، وتستمر المفوضية في تقديم المساعدة للاجئين العائدين، من خلال توفير نقل مجاني لهم وتغطية تكاليف المعيشة الأساسية.
رحلة العودة وتوفير الدعم
بعد خمس ساعات من السفر عبر طريق وعرة، وصل أفراد عائلة حليمة إلى بلدة لولو في شرق الكاميرون، حيث قضوا الليل، وفي اليوم التالي، وبعد فحص صحي وإجراءات الهجرة، انطلقوا في المرحلة الأخيرة من رحلتهم إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.. عندما عبرت الشاحنات إلى وطنهم، وقف السكان المحليون على جوانب الطرق يلوحون بأغصان الأشجار مرحبين بعودة المواطنين.
استقرت حليمة في مركز عبور في مدينة برابيراتي قبل أن تنتقل إلى قريتها ماكونجي حيث اجتمعت مع زوجها.
الحلول المستدامة
تم اعتماد خطة من قبل الحكومة تحت منصة دعم حلول جمهورية إفريقيا الوسطى، تهدف إلى إعادة 300 ألف لاجئ إلى وطنهم بحلول عام 2028، تتوافق هذه الخطة مع استراتيجية الحلول المستدامة الوطنية.
أظهرت الدراسات الاستقصائية في دول اللجوء، مثل الكاميرون، أن 23% من المستجيبين (نحو 80 ألف شخص) يخططون للعودة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى إذا توفرت الخدمات الأساسية.
دعم اللاجئين العائدين
توفر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتعاون مع الشركاء المحليين، مساعدات مالية للاجئين العائدين لمساعدتهم في التكيف مع تحديات الاستقرار في وطنهم الجديد، يشمل الدعم المقدم نقل الأفراد إلى وجهاتهم النهائية وتوفير المواد الأساسية مثل الطعام والأدوات المنزلية.
وتعمل المفوضية مع شركائها على إطلاق مشاريع تهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي بين العائدين والمجتمعات المضيفة، من خلال دعم سبل العيش، وتوثيق الهوية المدنية، وأنشطة بناء السلام.
الاستقرار الشخصي بعد العودة
قررت هاواؤو حليدو العودة إلى وطنها في عام 2019، وتمكنت من إعادة بناء حياتها والاندماج في مجتمعها، ففتحت متجرًا للخياطة في منزلها باستخدام المهارات التي اكتسبتها في الكاميرون.
تقول: "لقد استفدت من تدريب في الخياطة في الكاميرون وكنت مدربة أيضًا"، وتضيف: "أطفالي يروجون لي في السوق ويجلبون لي عملاء جدداً".
انضمت هاواؤو إلى مجموعة ادخار نسائية حيث توفر المال لتوسيع عملها ودعم أطفالها، وهي تؤمن أنه لا يوجد مكان أفضل من الوطن، وتختتم قائلة: "الباب مفتوح لأولئك الذين ما زالوا في المنفى.. مهما فعلت في الخارج، لا يمكن أن يكون بديلاً عن الوطن.. الأزمة هي التي أجبرتنا على اللجوء إلى الكاميرون، لكن الآن هناك سلام، لذلك من الأفضل العودة والعمل من أجل وطنك".